كيف تلتصق بشغفك؟


*نُشر على فاصلة 2017

أن تكون شغوفا بأمر ما (أو شخص ما) يعني أن يلتصق ذاك الأمر بقلبك، فيراودك عن نفسك، قد يأخذك بعيدا إلى أحلام اليقظة، فيكون جسدك في مكان، وقلبك في مكان آخر تماما، ستجد نفسك تنتهز الفرص لتخلو بهذا العشق، وستهرب بعيدًا عن كل ما/من يحول بينك وبينه.

إن كنتَ شغوفًا بأمر ما (الكتابة، أو الرسم، أو القراءة، أو النحت أو التصوير أو أو ... ) فلا بد وأن يكون قد خطر على بالك هذا الشيء بمجرد قراءتك للثلاثة أسطر أعلاه، أليس كذلك، نعم هو ذاك شغفك، هل تجد الوقت للعناية به يا صديقي؟ هل توفيه حقك؟ أم أنك تتركه للمزاج ولأوقات الفراغ التي قد تتلاشى إن كنت طالبًا، أو كنت موظفًا، أو إن كنتي عزيزتي أمًا ككاتبة هذه الكلمات :-) ؟ شغفك بأمر ما يشبه تماما شغفك بالمحبوب، أرأيت محبوبا يصل محبوبه الذي يهجره ويتركه لأوقات فراغه؟ قطعًا لا، فالاهتمام هو الوقود الذي نغذي به عشقنا للأشخاص والأشياء من حولنا.

الشغف هو الطاقة التي تعيننا على مواصلة العيش، هو الربيع الذي تخضرُ به قلوبنا، وهو وسيلة للتعافي ذاتيا من الضغوطات اليومية التي نمر بها، إذا قابلك شخص عصبي المزاج، فاعلم أنه يفتقد للشغف، أو أنه لا يجد الوقت لممارسة شغفه، نعم، مثلك أنت عندما تطيل الهجر. لكن كيف تحافظ على التصاقك به مهما كانت مسؤولياتك؟

1-  عليك أولا أن تفهم جيدًا أن ممارستك لشغفك أيا كان، لا علاقة لها بعمرك:

فالعشق لا يعترف بالعمر، لا تقل كبرت عليه، أو لازال الأمر مبكرًا، إبدأ حيث أنت، فالشغف يمنح قلبك شبابا جديدا إن كنت ترى نفسك كبيرا، ويمنحك نضجًا سريعا إن كنت صغيرًا.

2- ركز على شيء واحد في كل مرة:

لا بد أن شغفك يدفعك أحيانًا للرغبة الجامحة بتنفيذ عدة أفكار تداهم وجدانك، فتجد نفسك مشتتًا بين مسؤولياتك وبين كل تلك الأفكار التي تخشى أن تختفي إن لم تنفذها فورًا، فتقع في فخ الإرهاق، وهو عدو الشغف الأول، عليك تجنب هذا الفخ بالعمل على مراحل صغيرة، لا يهم بطء العمل بقدر ما تهم جودته، وأن تصنعه بحب ومتعة، إياك ان يتحول شغفك لعبء مضاف إلى بقية أعبائك، وإن خشيت من نسيانك لفكرة ما فدونها في مفكرة خاصة بهذا الشأن.

3- أعطه ما يستحق:

في تلك اللحظات التي تمنحها لشغفك، مهما كانت صغيرة، عليك أن تمنح نفسك بالكامل إليه، ابتعد عما يشتت ذهنك، بقدر ما تمنحه من اهتمام، بقدر ما يمنحك من إبداع. حافظ على تواصلك اليومي معه، وإن كان لوقت قصير خلال اليوم.

4- إمنحه الفرصة لكي يتطور:

لا تؤطر شغفك، إن كنت تكتب حاول أن تغير نمط كتاباتك بين حين لآخر، إن كنت ترسم غير أسلوب وموضوع رسمك، إن كنت تصور غير أدواتك وخدعك، أعط لشغفك الفسحة لتطوير نفسه، فالروتين يقتل كل أنواع الحب، مهما كان قويا.

5- شاركه:

عندما تشارك شغفك، ستجد أنه يعمل كالمغناطيس، فيجذب إليك كل الأشخاص والأحداث التي تلائمه، ستجد نفسك تحيط نفسك بالبيئة التي تحفزك أكثر وتحول دون وقوعك في فخ الملل والإحباط، مدونتي هذه -على سبيل المثال- كانت وسيلتي لمشاركة كتاباتي وتعرفي على شخصيات رائعة تشاركني شغفي بالكتابة.

6- اهجره هجرًا جميلا:

ما هذا التناقض؟ لا بد ان هذا ما ورد في ذهنك حالا، اطمئن، أنا لا أدعوك لهجران محبوبك (شغفك)، بل أدعوك لفراق يسمح للشوق بان يعتمل، للشوق أثر السحر على القلوب، فهو يحفز إنزيم الإبداع، ويجعلك تُقبل على محبوبك بعقلٍ صافٍ خالٍ من شوائب المنغصات الخارجية، إجعل هجرانك كإجازة من حين لآخر، انت تحدد متى؟ وكم مدتها؟ حسب وضعك النفسي، بشرط أن تمنح نفسك إجازة حتى من أعداء الشغف، مواقع التواصل الاجتماعي، وحالات النفاق الاجتماعي.

 

وأخيرًا وليس آخرًا، اربط شغفك بهدف نبيل، لا تربطه بأهداف مادية، كي لا تقتله.

حدثني عن شغفك، وكيف تحافظ على التصاقك به؟


تعليقات