نور الدين والمصباح السحري



مرحبًا أصدقائي!
اسمي نور الدين، وأنا في الصف الخامس.
أحب قضاء وقتي في مشاهدة الأفلام الكرتونيّة وألعاب الفيديو،
وأحب أيضًا تأليف القصص والحكايات ورسمها،
لهذا سأحكي لكم قصتي مع مصباح "الشحن" السحري!


يوميًّا، وبعد عودتي من المدرسة،
أتناول غدائي،
أكتب واجباتي،
ثم أُراجع دروسي، مثلكم تمامًا!
وفي المساء وقبل الاستعداد للنوم،
أقضي وقتًا ممتعًا أمارس فيه هواياتي…


ولكنّي أكره غياب الكهرباء!
لساعتين... أو لثلاث ساعات... أو أربعة...
أو خمسة... أو ستة!
هذا يغضبني بشدة!
خاصةً حين يحدث مساءً،
أنتم أيضًا يغضبكم هذا، أليس كذلك؟


حين تغيبُ الكهرباء مساءً أضجر؛
لا يعود بإمكاني مشاهدة الأفلام،
ولا اللعب بالفيديو،
فنحن لا نملك وحشًا كالذي عند الجيران يصرخ على الدوام: طررررررر...
ويمنحُهم في المقابل بعض الكهرباء


حين تغيب الكهرباء مساءً،
يُشْعِل أبي مصباحَ الشحن،
يسمونه كذلك لأنه يدّخر طاقتَه التي يستمدها من المقبس في ساعات حضور الكهرباء،
ثم يعيدها إلينا في شكل ضوء،
لمْ أُحبَّ هذا المصباح،
فهو لا يضيء إلا غرفةً واحدةً
وهو لا يُشغّل التلفزيون، ولا ألعاب الفيديو…


أمس، حين غابتْ الكهرباء مساءً،
أخذتُ أوراقي وألواني، وجلستُ ملتصقًا بمصباح الشحن،
حاولتُ أن أرسم، ولكني كنت غاضبًا...
حاولتُ رسم شجرة... حاولتُ رسم شمسٍ وبُستان... ولكنَّ غضبي زاد اشتعالًا، 
ولم أرضَ عن رسوماتي...
مزقتُ الورقة، كوّمتُها في شكل كُرة، ورميتُها، 
فتدحرجتْ إلى أن استقرّت أمام المصباح
"لِمَ لا تجرِّبُ اللعب معي إذًا؟"... 
مـ مـ من هذا؟!


"أنا المصباح"... 
لم أصدّق ما أسمع، لم يبدُ على ماما وبابا أنهما سمعا ما سمعت!
تأملته قليلًا، فغمز لي برعشة خفيفة في ضوئه،
"آه! أرجو ألّا يكون شحن بطارية المصباح على وشك الانتهاء"، قالت أمي،
فعرفتُ أنّها لاحظتْ ما فعله المصباح،
"هل بإمكانك سماعي أيها المصباح؟"
غمز مرة أخرى...
"كيف يمكننا اللعب إذًا؟"


لم أسمع منه مجددًا، وظننتُ بأني أتخيّل ذلك، حتى همس لي:
"تأمّل الحائط المقابل لي، انظر إلى انعكاس ضوئي"
تبعتُه، فرأيتُ رأس قطة كبير! وسمعتُ مواءَها!
كان ظلَّ الورقة المُكوّمة... 
أمسكتها مجددًا، فتحتها، وأعدت تكويرها،
وضعتُها أمام المصباح مجددًا ونظرت نحو الحائط،
فرأيتُ جزيرةً وحيدة على البحر، وسمعتُ صوت طيورها وحفيف نخيلها!


كوّمتُ أشيائي على مَقرُبة من المصباح،
تارةً أرى مئذنةً وقبتين وأسمع المؤذّن ينادي: حيّ على الصلاة...
تارةً أرى سفينةً تمخر البحر وتصدر صفيرًا جهوريًّا...
تارةً سيارة، وتارةً شاحنة... وفريقًا من البط يسير في طابور مُتّصل: كواك كواك...
فقررت: سأصنع مسرح عرائس بالظل!
وسيكون جمهوري: أمي وأبي.


رسمتُ أشكالًا على الورق وقصصتها بمساعدة أبي، منحتها أسماءً، وضعتُ كراسي للجمهور،
وبدأ العرض...
ظهرتْ الشخصيات على الحائط واحدة تلو الأخرى،
أقرّبها من المصباح فتبدو كبيرة،
أبعدها عنه فتبدو أصغر،
وحين انتهى العرض وصفق الجمهور، عادتْ الكهرباء!
سكت وحش الجيران،
تثاءبَ مصباحي ونام...

حين تغيب الكهرباء مساءً، سيكون موعدي مجدّدًا مع مسرح الظل،
وربّما سأكتشف أمورًا أخرى أكثر إمتاعًا مع مصباحي…


كتابة ورسم // كوثر الجهمي
تدقيق // آية أبو سعيدة 
*نُشرت على فاصلة 2021

القصة مروية بصوت يمنى التهامي:
https://www.instagram.com/p/CL6-pW_DGjK/?utm_source=ig_web_copy_link

تعليقات