*نُشر على منصة فاصلة، 2017
صديقتي، عندما يتغير لقبك من “آنسة” إلى “مدام” في هذا المجتمع السويسري، فعليك أن تتعرفي على قوانين وأعراف لا ينبغي عليك تجاوزها، وإلا سقطتي سهوًا أو عمدًا من قائمة “النخبة النسوية في البلاد السويسرية”.
أولاً، كل هدية سواء كانت تافهة كعلبة عصير، أو غالية كقطعة من الذهب هي في واقع الأمر دين إجباري لم تطلبيه! عليك إعادته بأسلوب القص واللصق، وإن لم تجدي نسخة مطابقة، فحاولي أن تقدمي نفس المبلغ أو شيئا أثمن منه؛ ولكن احذري من ارتفاع هذا الدين، إذا ما فهمت إحداهن مضاعفتك “لهديتها” منظرة و“تجكتيرًا”؛ فإنها قد ترفع قيمة المزاد، وتجدين نفسك في ورطة لا تحمد عقباها!
___________________
لا مبرر لشعورك بالغيرة إذا ما تحدثت إحداهن عن زوجها “السوبر مان”، أو عن قدراتها الإبداعية بصورة مبالغة، فهذا يعني أنها فاقدة لهذا الشيء تحديدا، وتعتقد أن الأخريات سيلاحظن ذلك؛ فتلجأ لخطة الهجوم من أجل الدفاع.
___________________
لا تمدحي لباس إحداهن، أو جمالها، أو جمال وروعة أبنائها، أو أي شيء من متعلقاتها إذا لم تربطك بها علاقة وثيقة جدا؛ لأنها مع أول إصابة ستكونين أول المدانين بتهمة أخذها “بالعين”!
___________________
الزيارة بالزيارة، والمكالمة بالمكالمة، فإذا تهاونتي فالبادي أظلم!
___________________
لا تمسكي كتابا لا علاقة له بالطبخ في وسط نسائي، ولا تتحدثي عن هواية خارج نطاق الطبخ والحلويات والتدبير المنزلي؛ لأنك ستنتمين لفئة “غريبي الأطوار” ( لا تستغربي حصلت معي).
___________________
المناسبات الاجتماعية هي في حقيقة الأمر مسابقات لملكة جمال العائلة أو القبيلة، فلا تستغربي إن تحدثت لك إحداهن عن تفاصيل فستانك الذي ارتديته في مناسبة ما منذ 10 سنوات.
___________________
إذا تحدثت إحداهن بإشاعة أو معلومة خاطئة بثقة وثبات، التزمي الصمت؛ لأن تفنيد كلامها هو بمثابة إعلان حرب باردة طويلة الأمد.
___________________
إياك أن تغفلي عن إحدى الحوامل إذا ما ذكرتي طبخة قمتي بطهوها أو تنوين ذلك في المستقبل القريب أمامها، فعليك أن تضعينها في حسبانك، وإلا فإنها لن تغفر لك، وستتحملين مسؤولية أي “شيء” غير اعتيادي في بشرة المولود الجديد، تقنيا تسمى “وحمة”.
هذا غيض من فيض، ولكي تعيشي مرتاحة عليك اتّباع ما كتب أعلاه، مع المحافظة على المرونة، والانفتاح على المزيد الذي لم تسعفني به ذاكرتي.
تعليقات
إرسال تعليق