5 دروس من كونان

 


*نُشر على فاصلة، 2018


المحقق كونان، أنمي لازال يعرض في اليابان منذ العام 1996، تابعته منذ العام 1998 تقريبا بعد عرضه مدبلجا باللغة العربية (كنت حينها في المرحلة الإعدادية)، ولا أخفي إعجابي الشديد بهذا المسلسل، حيث يتعدى كونه مثيرًا ومليئا بالمفاجآت والأفكار، حتى يخيل إلي أحيانا أن كاتب المانغا ربما يقبع في داخله مجرم ذكي، فكر في كل تلك الخطط ليقتل شخصا ما يوما ما؛ ولكنه تراجع عن ذلك وقرر أن يضع بين أيدينا كل تلك الأفكار المستحيلة!

فالأنمي يقدم عدة دروس أخرى عدا عن كونه يقدم مغامرات شيقة مطعمة بالمعلومات الجديدة والمثيرة، من هذه الدروس:

  1. لا شيء يبرر العنف: فمعظم الحلقات التي تناولت جرائم قتل كان الجاني فيها هو الضحية في واقع الأمر نتيجة ظلم المجني عليه، جرائم انتقام، ورغم هذا فإن القانون أخذ مجراه، إذ لو أتيح لكل مظلوم أن يأخذ حقه بيده لصارت حياتنا غابة البقاء فيها للأقوى، وهذا ما يؤكده لنا كونان في نهاية حل كل جريمة، فهو وإن تعاطف أحيانا مع الجاني إلا أنه لا يجد مبررا لارتكاب تلك الجريمة البشعة.

  2. إظهار الاهتمام مهما تعذرت ظروفك: رغم انقطاع الاتصال بخطيبته -أو صديقته!-"ران"، واستحالة اخبارها بما حدث له وجعله بمظهر طفل 8 سنوات، إلا أنه لم يكف بين الفينة والأخرى من الاتصال بها بصوته كـ”سينتشي كودو”، أو إرسال الخطابات والهدايا، فهو يعلم كم تشتاق إليه خطيبته، وكم ترجو رؤيته، ووضعه لم يجعله يتجاهل مشاعرها أو يستخف بها مقارنة بما يمر به يوميا.

  3. التأقلم: تخيل نفسك شابا تعيش حياتك كما يحلو لك، فجأة تعود لطفل في الصف الثاني أو الثالث! تجد نفسك مضطرا للتعامل مع صغار في ذلك العمر وقد كنت نسيت طريقة تفكيرهم، نسيت أن أمورا كثيرة تعتبرها بديهية هي في الواقع أمورا مثيرة للدهشة بالنسبة لهم! وأنك مضطر لإعادة تعلم ما تعلمته سابقا، ومضطر للتعامل مع واجبات وأوامر تفرض عليك كطفل! الجميل في “كونان” هو تأقلمه مع هذا الوضع، بل اندماجه مع شلة جديدة من الأصدقاء الصغار، يكن لهم الود ويهتم لأجلهم، ويتظاهر باستمتاعه بشؤونهم الطفولية دون أن يتذمر منها.

  4. الرؤية الكبرى أولوية: بالرغم من مجاهرة العم “توغو موري” بعدائه لشخصية “سينتشي”، إلا أن “كونان” لم يكن ليأخذ هذا العداء على محمل شخصي، بل احتمل تبجح هذا الرجل بحل قضايا كان خلالها مخدرا فقط لأن هدفه الحقيقي يتعدى الشهرة، وكأن لسان حال كونان يقول: لا يهم إن اشتهر “توغو موري” على حسابي، ولا يهم أن يتمادى في غروره وتبجحه بشهرته، واستهزائه المتواصل بي كــ”سينتشي”؛ ولكن المهم هو انتصار الحق وتحقيق العدالة… فرؤيته الكبرى لتحقيق العدالة غلبت أي مشاعر بالحقد أو الحنق تجاه “توغو”.

  5. الأمل: البحث المستمر عن عصابة الرداء الأسود، وأمله في الحصول على عقار يلغي ما فعله به عقار التقليص من حجمه، وعدم الاستسلام للأمر الواقع، شيء محفز كونه لم يفقد حماسه وأمله في العودة… (نحن كمتابعين مللنا وفقدنا الأمل!)

لا بد من أن هناك العديد من الدروس الأخرى المستفادة منه وفق الحلقات الكثيرة التي لم أشاهدها والشخصيات الجديدة التي لمحتها لمحًا وقد جدتْ على الأنمي، فقد توقفتُ عن متابعته منذ أصبحتُ أمًّا، إذ اضطررت لمتابعة ما يتوافق مع أعمار صغاري، حتى يأتي اليوم الذي يكبرون فيه بما يكفي لمتابعته، وسأتابعه معهم! وأجل، لهذا الحد لا أتصور أن تكون له نهاية قريبة!

هل هناك دروس يمكن أن تكون فاتتني؟! شاركونا بها!

تعليقات