(مباشرة بعد الإعلان عن صدور الرواية، فبراير 2019)
"عايدون" رواية للكاتبة الليبية و"فرد عائلة فاصلة" كوثر الجهمي هي الرواية الفائزة في الدورة الأولى لمسابقة "مي غصوب" عن "دار الساقي" المعروفة عربيًّا، والتي تحصد منشوراتها سنويًّا جوائز عربية وعالمية.كوثر الجهمي سيّدة ليبية، تحوّلت من كاتبة مغمورة إلى كاتبة ليبية حصدت جائزة عربية عن رواية تنقل جزء من واقعنا الليبي المحلّي، وعطت فرصة لبقيّة العالم يتعرّف على ليبيا من زاوية "فنيّة".
هل كل هذا كان بمحض الصدفة؟ ولما "عايدون" بالذات؟ هل يمكن فعلًا أن يصل أحدنا لمبتغاه دون وساطات؟ الأسئلة كثيرة، والإجابات لها في مقالنا الحميمي هذا مع كوثر…
= من حوالي الأسبوع تم الإعلان عن الفائز في مسابقة مي غصوب، وكانت أول مرة يظهر اسم "كوثر الجهمي" لكثيرين سواء عربيا أو محليًّا- باستثناء متابعي فاصلة- والسؤال البديهي هو: من هي كوثر؟
كوثر هي سيدة ليبية عادية، أم لأربعة أطفال، معلمة في مدرسة ثانوية، ويبدو أمرًا غريبًا أن أكون مع كل هذا كاتبة ومدونة منذ ثلاث سنوات تقريبًا، ورئيسة تحرير في منصة فاصلة لأكثر من عام. يسألني كثيرون "كيف توفقين بين كل هذا؟"، سؤالهم هذا كان يُشعرني بالذنب، إلا أني اكتشفتُ لاحقًا أن المسألة مسألة أولويات وإيمان بأهمية أن يكون لديك شغف تعتني به، وكأنه واحد من أبنائك.
= كيف قادرة تخلقي توازن خاصة إن تكون "أم" كاتبة جادّة لا يعتبر أمرًا شائعًا؟
التوازن يفرض نفسه، أكذب إن قلت بأني قادرة على أن أكون أما ومعلمة وكاتبة ومحررة في يوم واحد، كل ما في الأمر أن نسبة اهتمامي بكل مسؤولية تختلف من يوم لآخر، قد أكون في يوم ما أُما أكثر من أي شيء آخر، وقد تطغى الكاتبة أو المحررة أو المعلمة في أيام أخرى على البقية، ولا أنكر اتكالي على زوجي فيما يتعلق بتلبية طلبات أبنائي حين أكون منهمكة في عمل آخر أحيانًا، أما بقية المسؤوليات فلا يوجد شيء لا ينتظر. وأعتقد أن هناك سرٌّ آخر،هو إهمالي للجانب الاجتماعي المتعلق بالزيارات والمجاملات الذي تتسم به مجتمعاتنا، أعترف بتقصيري في هذا الجانب؛ ولكني لا أشعر بالذنب حياله.
= لكل شيء بداية، وبدايتك مع الكتابة مثيرة للاهتمام والإعجاب، شاركينا بها…
لا أذكر متى تحديدًا بدأت أكتب، ربما منذ بدأنا في مقرر مادة "التعبير" كجزء من مقرر "اللغة العربية" في الابتدائية. كم كان الأمر مربكا بالنسبة لي حين سمعتُ زملائي يقرؤون نصوصهم أمام المعلمة، سألتهم كيف استطعتم كتابته بهذا الجمال؟ أجابوني بصدق بأن أحد أبويهم قام بكتابة "موضوع التعبير" لهم في مسودة وقاموا بنقلها منهم!
فما كان مني إلا أن ألحّيت على أبويّ بالمثل، ولكنهما رفضا رفضًا قاطعًا! فاضطررت -ببعض المساعدة منهما- إلى كتابته، وهنا لي وقفة جادة في الإعراب عن مدى امتناني لحصولي على أبوين هكذا، الأمر لا يتعلق فقط بحسن تربيتهم وعنايتهم بي وبإخوتي؛ بل يشمل حرصهما على تنمية مواهبنا وتجربة كل جديد.
علماني آلية بسيطة لكتابة أي موضوع تعبيري، فاتبعت إرشاداتهما، وقرأت موضوعي على الصف، أُعجبتْ به معلمتي، ومن حينها؛ صارت حصة مادة "التعبير" المفضلة لدي -إلى جانب حصة الرسم-، وامتحان "التعبير" -خلافًا لكثير من زملائي- كان تحديًا ممتعًا!
اقتنيت وأنا في العاشرة أول مفكرة، اشتراها لي أبي كي أكتب فيها مذكراتي، ربما لهذا السبب تحولت الكتابة تدريجيا إلى وسيلتي الأولى للتعبير عن أفكاري أو ما يثير حيرتي، وحنقي في أحيان كثيرة.
الكتابة والقراءة في سن مبكرة كنز يظل مدفونًا حتى نقرر الكشف عنه، هذا الكنز الذي وهبني إياه أبويّ، إضافة للدعم المستمر والتشجيع المتواصل من جهة أخواتي وأخي، كله هيأ لي البيئة المناسبة لاكتشاف شغفي بالكتابة.
أحاول اكتشاف الوسيلة التي تدفع بأبنائي للتعبير عن أنفسهم مثلي، وأجد في ابنتي البكر "يمنى" ذات الشغف المتعلق بالكتابة والمفكرات الملونة والأقلام! نشترِ لها ما تريد، فتملأها بيومياتها وهي بعد في الثامنة من عمرها، ربما انتقل إليها شغفي، أخشى فقط من المواقف السلبية، وقد استهزأت إحدى المعلمات مرة من خطها وشبهته "بالعجينة"! أحاول ووالدها دعم ثقتها بنفسها وتحصينها ضد هكذا ظواهر سلبية قد تهز نظرتها تجاه نفسها.
= أي كاتب أو شغوف بأي شيء عامة سيخطر على باله السؤال التالي: كيف انتقلتِ من مرحلة "المجهولة" لمرحلة "الحائزة على جائزة من دار نشر عريقة"؟ هل هذه أول مرة يتم نشر كتاب لك؟!
قبل انضمامي لفاصلة كنت أخطط لإعداد كتاب أجمع فيه قصصي القصيرة التي نشرتها في مدونتي، عرضتُ على بعض الأصدقاء "المدونين" ستُّ قصص من الكتاب، أسميته "حكايات ليبية"، ووجدت منهم الدعم الذي دفعني لوضعه من ضمن مشاريعي، كنت أفكر بنشره على حسابي، فقررت حذف القصص التي نشرتها ريثما أنتهي من تجميع النصوص الكافية؛ ولكني فوجئت بصديقة، هي مُدوِّنة "عربية"، قامت بإضافته على موقع goodreads، حاولت لاحقًا حذفه -رغم سعادتي بلقب "مؤلف" في موقع كهذا- ولكن إدارة الموقع رفضت حذف أي إدخال! "حكايات ليبية" كتاب غير مكتمل ولم أعرض منه إلا 30 صفحة تقريبًا.
توقفت عن المضي قدمًا فيه بسبب الإعلان عن "مسابقة مي غصوب للرواية" في دورتها الأولى، انتابني شعور بأنها أقيمت لأجلي، هل أكون مغرورة باعترافي هذا؟ لا، أنا فقط أؤمن بأن الصدف الجميلة لا تجتمع إلا لشيء رائع، إن أحسنَّا اقتناصها!
وبهكذا تكون رواية "عايدون" هي كتابي "المكتمل" الأول، كتاب لم أعتمد فيه على شيء سوى "قلمي"، حرفيًّا، لا أحد قدمني لدار النشر، ولا أحد استوصى بي خيرًا؛ إلا "المخطوطة" التي قدمتها!
= كنتِ من أوائل من انضم لمنصة فاصلةومن أكثر من أظهر انسجامه مع بيئتها. فاصلة منصة تطوعية بالكامل من أول يوم ولعند الآن، فلماذا كوثر -الأم المشغولة- لزالت جزء من فاصلة؟
فاصلة عرابتي، فاصلة هي المنصة التي قدمتني للناس، فعززت ثقتي بنفسي، فاصلة مثل "الجيم"، نحن نقصد الأندية الرياضية للحفاظ على لياقة أبداننا، فاصلة هي "جيم" أقلامنا، دفعتني للحفاظ على لياقة قلمي الأدبية، أغنت جعبتي بالمواضيع والقضايا، وساعدتني على المواظبة.
والأهم من كل هذا، أنها وفرتْ لنا مساحة من الحرية في اختيار المواضيع، وفرت لنا الحماية كذلك من خلال ألبوم "من وراء حجاب".
لسنا في حلبة منافسة، لم يكن الأمر يومًا على هذا النحو، بل على العكس تمامًا، نحن نحاول دعم بعضنا في النصوص التي يتم نشرها، نصوصنا أطفالنا، وفاصلة هي الأم الروحية لنا ولأقلامنا.
كيف لي أن تتاح فرصة أن أكون فردًا في أسرة كهذه ولا أستثمرها؟ كيف لي ألا أريها بأن دعمها لي لا بد أن يؤتي ثماره؟ سأكون مجحفة بحقها إن سمحت لهذا بالحدوث.
لو لم تكن فاصلة موجودة، هل كنت سأصل لنفس النتيجة! ربما؛ ولكن بفارق زمني أكبر! ولكني لم أكن -بأي حال- سأجد الكيان الذي يدعمني دعمًا شخصيًّا بهذا الشكل، ويحتفي بكل هذا الحب بعملي الأول!
= "عايدون" هو عنوان روايتك، وهي كلمة ليبية بامتياز والطابع المحلّي الليبي ظاهر في روايتك بقوّة ابتداءً من عنوانها المثير... شن تعني "عايدون"؟
"عايدون" بالمعنى الحرفي؛ لقب يُطلق -في مناطق غرب ليبيا- على كل عائلة ليبية هاجرت من ليبيا إلى إحدى الدول العربية، نتيجة حروب أو مجاعات، ثم عادت إليها بعد سنوات، عادوا ربما بجنسيات البلدان التي كانوا فيها ثم تحصلوا على "الجنسية الليبية"، بعضهم بقيت لكنته الليبية محرفة قليلا بسبب تأثرهم بسنوات الهجرة.
اجتماعيًّا؛ استُخدم هذا اللقب للتحقير من فئة معينة، استُخدم لسلبهم حقهم في أن يكونوا أكثر "وطنية" من الليبيين الذي ليس لديهم جد هاجر، استُخدم هذا اللقب بعنصرية بشعة لتصنيف المواطنين.
وبالنظر إلى حال بلادنا اليوم، لعل هناك جيل "عايدون" جديد قادم في السنوات القادمة، إقصاء جديد، وموجة كراهية ونبذ جديدة مالم نتدارك أنفسنا ونفكر قليلا؛ أين هو هذا المجتمع الذي لم يعاصر حربًا أو مجاعة نتجت عنها هجرات جماعية متقطعة بين زمن وآخر؟ أليست أصول معظمنا (العرب القاطنين في ليبيا) تعود لمشارق الأرض أو مغاربها؟
في رواية "عايدون"، عرض عام لعدة حالات إقصاء، اخترت هذا العنوان تحديدًا لقربه الشديد من المحلية، إذ لا أعتقد -وفق ما مر بي- أن هناك من تعرض لهذه القضية علنًا في كتاب.
= مشاركة في مسابقة عربيّة لدار نشر عريقة، وموضوعك كان "العايدون" وهو موضوع محلّي بدرجة كبيرة ويخص المجتمع الليبي كما سبق الذكر. لماذا لم تختاري موضوع يخص المجتمعات العربية عامة؟
الواقع الليبي يفرض نفسه، لم أتخذ قرارًا بالكتابة عن الواقع الليبي؛ إذ لم يكن من الممكن الكتابة عن غيره! لا أملك القدرة -وهذا اعتراف- على الكتابة عن قضايا إقليمية بحتة، أو عالمية، دون التطرق أولا لقضايا مجتمعي العالقة. هذا واجب يمليه عليّ قلمي ولا أملك لذلك بديلا.
لدينا إرث تاريخي غني وثقيل، غني بالإلهام، وثقيل بالمشكلات والقضايا العالقة، المجهولة، والمهملة!
صحيح أن الكاتب يملك حسًّا أنانيًّا يدفعه لتخليد اسمه وتجميع أكبر قاعدة من المتابعين، ولكنه أيضًا ينبغي أن يملك حسًّا بالمسؤولية حيال بيئته التي نشأ وترعرع فيها، وحيال تاريخها وموروثها الثقافي.
= هل حاولتِ النشر محليًّا يا كوثر؟
في الحقيقة قبل كتابة "عايدون" لم أفكر جديا في ذلك، بمعنى البدء في عملية البحث عن دور نشر وتجهيز مخطوطة متكاملة للنشر، ربما لضعف الترويج للكتب التي تطبع محليًّا وعدم وصولها للقارئ العربي! فضلتُ النشر عبر منصة فاصلة، لتكوين قاعدة محلية من القراء أولا.
=هل تعتقدين من واقع تجربتك أنه من غير الممكن للشخص الشغوف سواء كاتب أو غيره من الحصول على دعم محليًّا إلا بالتحصّل على الدعم إقليميًّا قبل ذلك؟
أنا متأكدة من ذلك، للأسف الشديد طبعًا! وهذا يبدو واضحًا بالنظر لرواج كتب الليبيين المطبوعة خارج ليبيا بالمقارنة مع كتبهم المطبوعة داخلها، فالأمر لا يتعلق بتاتًا بجودة ما ينشر، إنما بنجاحه إقليميًّا، للأسف نحن نعرف جيدًا كيف نحتفي بالليبي -أيا كان مجاله- في حالتين فقط: إما حين توافيه المنيّة، أو حين ينجح، شرط ألا نكون مساهمين في ذلك النجاح! مفارقة عجيبة أليس كذلك؟
لكن فاصلة كيان يوفر للكُتاب وصناع المحتوى الليبيين إمكانية الوصول محليًّا دون المرور بالإقليمية كشرط، وذلك بتنوع محتواها، واستخدامها أحد أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخدامًا في ليبيا، صحيح أن النشر عبر "الفيسبوك" قد يحقق انتشارًا بطيئًا، ولكنه على الأقل مضمون بالديمومة التي تعتبر واحدة من سياسات المنصة، هل هناك مقابل أدفعه لعضويتي؟ نعم؛ الاجتهاد، والمثابرة، والمحافظة على شغفي من الضمور.
= رواية "عايدون" ستصدر يوم 17 فبراير ومتشوّقون جدًًا لقراءتها… هل ستظهر كوثر شخصية في الرواية؟
كوثر غير موجودة في أي شخصية من شخصيات الرواية، أرجو ألا يبحث عني أحد بين سطورها، ربما أتفق مع بعضهم في بعض أفكارهم أو أشاركهم بعض حيرتهم، ولكني أختلف معهم جميعًا في جوانب عدة يؤمنون بها، أو يمارسونها. كثير من العبارات المستفزة المذكورة على لسان بعض الشخصيات، والتي قد تبدو غريبة لبعض الناس؛ هي عبارات بالفعل قيلت أمامي يوما ما.
= "إن أردت النجاح بسرعة، فامشِ وحيدًا؛ لكن إن أردت المضي قدمًا فاختر الرفقة".. مقولة شهيرة لشخصية بارزة، يبدو أنك اخترتِ الرفقة يا كوثر، من كان أبرز رفاقك خلال رحلتك ككاتبة عامة ولدى كتابة عايدون خاصة؟
في يوم أخذتني الصدفة لمدونة "أميرة الكلباش"، سبق وأن تحدثت عن إيماني بالصدف الجميلة كوسيلة لتحقيق أمور رائعة، وأصبحنا من بعدها صديقتين، وانضممت لفاصلة لثقتي في جدية أي كيان تنتمي هي إليه، كتبنا معًا عدة نصوص تم نشرها "بدون اسم"، ألهمنا بعضنا كثيرًا من الأفكار، وهي أول من قرأ "عايدون"، أميرة لديها ذائقة صعبة جدًّا، وما أحبه فيها ولاءها للكلمة، فهي لا تجامل مهما كانت علاقتك بها، نبهتني على زلاتي وثغرات الأسلوب و"عفايس" الصياغة في المسودة الأولى، أكدت لي بعد المسودة الأولى بأن روايتي ستفوز! لأني أعرفها لا تجامل، ولأني أعرف كم هي قارئة انتقائية؛ كانت شهادتها سبب من أسباب تمسكي بأمل فوز "عايدون" والمضي قدمًا في التصحيح ومن ثم مراجعتها قبل إرسالها للمسابقة. إيماني بها ككاتبة واعدة جعلني أثق فيها كمحررة، وأتطلع لليوم الذي أحرر لها فيه روايتها الأولى، آملةً أن أملك نفس إتقانها ونظرتها الفاحصة.
أن يقوم أحدهم بأداء هذه العملية المعقدة مرارا لأجلك دون مقابل، ولأجل رسالة الكيان الذي يضمنا معًا، بصبر بالغ، وبحب كبير، وبشغف ملهم، وبفطنة شديدة، إنه لأمر مذهل بحق!
يجدر بي أيضًا أن أذكر فضل الكاتبة والصحفية الليبية "ليلى المغربي" التي عُرِفتْ فيما سبق بدعمها للأقلام الليبية المغمورة، إذ أنها ورغم ما كانت تمر به من ظروف صعبة، غربة ووضع صحي حرج لابنتها، فقد منحتني من وقتها لقراءة المسودة التي أرسلتها للمسابقة، أعطتني انطباعها الإيجابي عن الرواية ونصائحها حيال بعض الفقرات والفصول في الرواية، كم أنا ممتنة لهذه السيدة الرائعة.
الحوار مع كوثر يمكن يستمر لساعات وساعات ويوجد الكثير للحديث عنه ومشاركتكم متابعينا بشكل خاص عن رواية "عايدون" وكيف تمت كتابتها وغيرها الكثير… تابعوا كوثر وكتاباتها عبر ألبومها الخاصة في فاصلة.
أكيد عندكم أسئلة لكوثر، تقدروا تشاركونا بها في الخاص، وحيكون في إجابة سواء في تعليق أو في مقال آخر ومفاجآت أخرى!
كوثر وكل شخص في فاصلة شخص "عادي" زي كل حد يقرا في هالمقال توا.. شخص عاش في ليبيا وكبر في ليبيا وإن شاء الله ينجح أيضا هنا معاكم..
كوثر عطت لروحها فرصة مع نفسها ومعانا.. ديما في فرصة .. ديما..
|| ألبوم كوثر >> https://bit.ly/2NfjMWJ
#رواية_عايدون
#لقاء_حصري
تعليقات
إرسال تعليق