كيف تُسعد زوجتك؟

 


*نُشر على فاصلة، 2021

تحذير: هذا النص لا يُقرأ إلّا بالكامل، إن كنت تعلم أنك لن تتجاوز نصفه، أحثُّك على تجاوزه فورًا.


في عُشّك السعيد -لا قفصك الذهبي- بداية جديدة، ينسج الحب خيوطها، ويضيء الانسجام أركانها، وتُنير الابتسامة العذبة والكلمة الحلوة جوانبها... فكيف تصل عزيزي الرجل إلى هذه الصورة المُشرقة وإلى حياة الاستقرار والوفاق الدائمَيْن؟ كيف تُسعد شريكة حياتك فلا تجعلها تبحث عن سعادتها بعيدًا عنك؟


- عامِل الناس كما تُحبّ أن يعاملوك، وعلى هذا الأساس يجب أن تكون تصرفاتك مع زوجتك مزيجًا من الذكاء والإخلاص والتفاني، وأن تكون قوي الشخصية ولكن رقيقًا ومتواضعًا في نفس الوقت، فالمرأة بطبعها تنفر من الصفات الملتصقة -زورًا- بالرجولة، كالقسوة والصوت العالي، مهما كنت متعلمًا ومثقفًا ومهما كان منصبك (تُعرف هذه الحالة اجتماعيًّا بالمسكسك).


- عليك أن توطد علاقتك وصلتك بأهلها وأقاربها، راعِ متطلباتهم ولا تقصِّر في زيارتهم أو الاتصال بهم، فإن استطعت أن تفوز بحبهم وتكسب ثقتهم فذلك يؤهلك لتعيش حياة سعيدة (تُعرف اجتماعيًّا بالدلدول).


- لا تنشد الكمال في زوجتك، لا في شكلها ولا في طبعها، تجاوز علّاتها، وحاول دائمًا أن تشعرها بأنك راضٍ عنها ومقتنع بها وسعيد بحياتك معها (اجتماعيًّا، تُشخّص هذه الحالة بالسحر).


- ابتعد عن الغيرة العمياء، فالغيرة المعقولة دليل الحب، ولكنَّ الغيرة الشديدة تجعل المرأة تحس بأن هناك قيدًا يدق عنقها، فتزهد في زوجها وتحاول الفرار من وجهه وسجنه الذي هو بيته (أيوة حضرتك، اسمها الاجتماعي: ديّوث).


- بعد زواجك، أعد النظر في صداقاتك القديمة على ضوء تطورات حياتك الجديدة المختلفة عن حياتك في السابق بدون مسؤوليات؛ تجنب حدوث الخلافات التي يمكن أن تَنتُج لعدم رضا الزوجة عن نوع صداقاتك أو عدم ثقتها في بعض أصدقائك. تقبّل ذلك، فهذا لخوفها عليك وحرصها على سلامة حياتكما من المنغصات، وثق في نظرتها إلى الأمور التي قد تكون غائبة عنك (اجتماعيًّا، تُعرف هذه الحالة بضعف الشخصية).


- احرص دومًا على أن تظهر أمام زوجتك في صورة مرحة مشرقة، فإذا كانت حالتك الصحية أو النفسية لا تسمح، فتظاهر بالبهجة والانتعاش وقلل من تكشيرتك -التي تسببت بها وظيفتك أو زحمة المرور- أمامها قدر الإمكان، فزوجتك متعبة مكدودة من مسؤوليات الرعاية بك وبأطفالكما وبالبيت، بالإضافة إلى عملها الذي تساندك به إن كانت تعمل مثلك وتدعمك (لم يتم تصنيف هذه الحالة اجتماعيًّا بعد، لأنها غير متاحة).


وأخيرًا، فإن للزواج عدة مسؤوليات: البيت، وراحة الزوجة (!)، وتربية الأبناء. والزوج الذكي الناجح هو الذي يقوم بمسؤولياته على الوجه المُرضي.

أما الزوجة، فعليك عزيزتي أن تقدري مجهوداته هذه (فقط؟!).

__________________


هل بدا المقال مستفزًّا بعض الشي؟

ثمّة من سيعترض على بعض هذا المقال أو عليه كله، سيعترض بشدة، وقد يعتبر هذا المقال نغمة في جوقة معاداة الرجل التي تعزفها بعض أوركسترات تدّعي النضال لأجل المرأة في العالم؛ ولكنه ليس كذلك بالطبع، فالرجل -خاصة في زمن الظلم الجماعي- هو شريك المرأة في النضال، هو رفيق دربها سواء كان أباها أو زوجها أو أخاها أو حتى زميلها في العمل، يتعاونان معًا للنجاة من عواصف القهر التي تعصف ببلادنا، إذ لا يمكن لأحدهما أن ينجو دون أن يرتكز على الآخر حين يكون الظلم جماعيًّا، فلا مناص من مواجهته جميعًا.


وللعلم، فإن هذا النص منقول بتصرف -عدا ما جاء بين الأقواس- عن مجلة مُوجهةإلى الليبيين في ستِّينيّات القرن الماضي، مكتوب بقلم كاتبة ليبية، وهو موجّه إلى المقبلات على الزواج، نعم، كان موجّهًا إلى النساء، وما حدث هنا هو ببساطة عملية قلب للأدوار، ربما من العاديّ أن تكون النصائح بهذا الشكل في حقبة كان يعاني فيها الرجل الليبي من بعض التخوف إزاء نهضة النساء ومشاركتهن في بناء البلاد، تخوّف من أن تنتُج أسرة مفككة وبيت مُهدّم، فكان لا بُدّ إذًا من تقديم قرابين الطاعة والولاء في صورة مقالات كهذه.


ولكن في الحقيقة، ما زالت هذه النصائح تتوارثها النساء، فيما لا يُطلب من الرجال سوى "تقدير هذه الجهود"، وإن بالغوا في نصحه فبسعة البال والصبر، وكأنه مقبل على التعامل مع كائن لا يمكن التكهن بأفعاله وتصرفاته! والأدهى من ذلك اعتبارها صفات سلبية اجتماعيًّا (كما تم إيضاحه بين الأقواس) إذا وُصف بها الرجل، فيما تُعتبر صفات جليلة إذا اتصفت بها النساء! 


لو تعاملنا حقًّا بمبدأ "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك" حتى في بيوتنا مع الشريك الذي اخترناه، وقتها بحقّ سنصل إلى موازنة المعادلة الصعبة: علاقة زواج يسودها التفاهم، وتحكمها الصداقة. ما لا يعجبك ثق أنه لن يعجبها، وما راق لك سيروق لها بكل تأكيد، والكلام هنا ينطبق -بكل تأكيد، ودون حاجة إلى هذا الاستدراك الساذج- على الزوجة.


------------------------------

تدقيق | آية أبو سعيدة


تعليقات