مسنجر


 *نُشرت على فاصلة 2017


الجمعة 3/6/2016

12:11 pm

  • -أهلا إيمان

  • =أهلين حبي

  • -لستُ الحب…. أنا زوجة الحب

  • =؟؟!!

  • -لقد ذهب لصلاة الجمعة وبكَّر بالذهاب إليها فهو يحب أن يمتدحه الشيخ على تبكيره إليها

  • =“بلاش بصارة سخيفة”

  • -صدقيني.. إسمي هاجر.. وأصغره بعشرة أعوام، أي أننا من نفس العمر

  • =كيف عرفتي عمري؟

  • -عزيزتي أنا أتابعكما منذ شهر مضى، وأعرف تفاصيل لا داعي للخوض فيها كي لا أحرجك

  • =لم يخبرني أنه متزوج

  • -أعلم ذلك، ألم أقل لكِ أنني أتابعكما منذ شهر، وأعلم كذلك أنكما على اتصال منذ ستة أشهر، وأنه من بادر ورمى بشباكه عليك، وأنك تعتقدين أنه أعزب، متحرر، يؤيدك في مواصلة دراستك في الطب، ويدعمك، وأنك في سنة “الإمتياز”، وأنه يعدك بالزواج وبالحياة الرغيدة، وبأنه سيفتتح لك عيادة نساء بأحدث التجهيزات، و..و..و
    أعلم أكثر مما تسعفك به ذاكرتك، فقد قرأت محادثاتكما منذ تعارفكما على هذا الموقع الذي يحرمني من الاشتراك فيه، أتعلمين لماذا؟

  • =لماذا؟

  • -لأنه يقول أنه سيشغلني عن تربية ابنتينا، وعن الطبخ والاهتمام بالبيت، بل وعن الرعاية به وتدليله

  • =وكيف أعرف أنك زوجته ولستِ أخته أو أخيه مثلا؟

  • -لماذا؟ ألا تدرين أنه وحيد والديه؟

  • =آه حسنا هو أخبرني بذلك، ولكن ماذا إن كان يكذب في هذا الشأن أيضًا، وأنتِ تستغلين كذبته؟

  • -عزيزتي، إن كنتي تشكين في أنه قد يكذب عليك في شأن إن كان لديه أخت، فهذا يعزز موقفي لديك لتصدقي أنني زوجته

  • =ربما تودين الايقاع بيننا

  • -تستطيعين الاتصال به الان فأنا أكتب اليك من هاتفه، وسأرد عليك، لم استطع معرفة الاسم الذي سجلك به في قائمة الأرقام وإلا لكنت اتصلت بك ولكني اعلم انه أعطاك رقمه، وأنكما تتحدثان على الأرجح عندما يكون خارج البيت، أو ما رأيك لو أرسلت إليك بصورنا معا، ومع ابنتيه، لن تميزي وجهي لأني ارتدي النقاب، ليس تدينا مني ولا منه، ولكن بناء على رغبته المُلحة التي يدعي أن مدعاتها جمالي الباهر، وأعلم أنه يكذب، اطمئني فأنا لست جميلة بهذا القدر، بل أعتقد أنك أجمل مني بناء على كل تلك الصور التي قمتِ بإرسالها له.

  • =………………………….

  • -هل خائفة أن تتصلي فيرد عليك صوتي بدل صوته؟ لا تقلقي لست هنا كي أهاجمك، فقد يكون فعلا راغبا في الزواج منك بعد حين، ومصارحتك بوضعه الاجتماعي.. ولكن علي أولا أن أوضح لك بضعة أمور حتى لا تجدي نفسك في يوم من الايام واقعة في الفخ الذي وجدت نفسي فيه

  • =…………………

  • -أولا عزيزتي فإن زوجي العزيز إسمه وديع، وليس “عيدو”، عيدو هذا اسم الشهرة بين أصحابه لأنهم يتندرون بقدرته على انتحال عدة شخصيات، وشخصية “عيدو” هي المناقضة تماما لشخصية “وديع”، شخصيته المقلوبة كحال الإسمين تماما

  • =حسنا، هذا شيء منطقي فإسمه لم يقنعني!

  • -وسأرسل لك صورة ببطاقته الشخصية.

  • =……………………………….

  • -ثانيا، زوجي المتحرر المنفتح الشاعري ليس كذلك عندما يكون زوجا، فالزوجة بالنسبة له مجرد دمية تسعد ناظريه، يفرغ فيها شهوته، وجارية تقوم على خدمته.

  • =عفوا، كيف يترك لك هاتفه في البيت؟

  • -أنت ذكية وتعلمين طبائع الرجال، ربما لستِ ساذجة كما خيل إلي، أو بالاحرى لست ساذجة كما كنت أنا منذ ست سنوات مضت عندما رضيت الزواج منه وتركت حلمي بدراسة الطب، مثلك نعم، ولكن طموحي كان تخصص جراحة الأطفال، وبدل أن أمسك بمقص الجراح، صرت أمسك بالمقص كي أهذب له شعره الأسود الذي لطالما تغزلتي به، وبدلا من “موس” الجرَّاح صرت أمسك بـ”الموس” لأهذب له لحيته الخفيفة التي تطالبينه بالحفاظ عليها لأنها تزيده من الجمال الضعف “على قولتك”، لقد كان معدلي في الشهادة الثانوية ثمان وتسعون بالمائة، بالمناسبة كم كان معدلك لدخولك الطب؟

  • =سبعة وتسعون بالمائة، ولكن لا تتهربي من سؤالي، كيف ترك لك الهاتف مفتوح دون رمز؟

  • -يا عزيزتي، زوجي العزيز وديع، أو عيدو كما يلقب نفسه، يضع رمزا لهاتفه بالطبع، ولا يسمح لي بمعرفته بعد أن طلبت منه ذات يوم كشفه مداعبة إياه، و متعللة برغبتي في مشاهدة صور ابنتينا، وكنت في الواقع أتحسس منه مدى نظافة هاتفه وكل هذه المواقع التواصلية التي يقضي جل يومه في تقليبها، وبعد أن رفض رفضا قاطعا وأصر على وضعه بعيدا عن ناظري، قررت أن أكون له بالمرصاد، وفلحت في ذلك، فقد فتحه ذات مرة ولا يدري أن شاشة هاتفه كانت في مرمى بصري، ومن يومها وأنا أتابع جديدكما، وكم أسفت لصدق ظني السيء به، ولا علاقة لك بلفظ “السيء” هنا
    وعلى فكرة، يعجبني ذوقك في الاكسسوارات والملابس، تشعرينني بكهولتي، وكأن ألف عام مضت من عمري منذ تزوجته.

  • =لا أصدق.. وكيف استطعتي المحافظة على برودك؟

  • -برودي؟! لا يا عزيزتي، أنا أكتب لك في هذه اللحظات بيدين مرتعشتين وفم يصطك، والدموع لا تتوقف عن الانهمار، لا تصدقي برود الكلمات على المسنجر، ولكني لم أجازف بكشف أوراقي من أول مرة كي لا يحتاط مجددا ويصعب علي كشفه بعد ذلك.

  • =وما الذي جعلك تنتفضين الآن؟

  • -لأن الكأس فاض بما يحويه، لقد قرأت كل كلمة غزل قالها في حقك بالأمس بينما كان يدعي أنه يعمل في الصالون، وغاظني كيف كانت ليلتكما حافلة بأعذب الكلام والأشعار (التي يقول أنها تفسد عقلي وتجعلني انسانة حالمة وغير واقعية)، وما انتهيتم من حديثكم، حتى وافاني إلى السرير كالثور الهائج، ولم أعد أشك بعد الآن أنه لا يعاشرني لأجلي، ولا لأجل القامة التي حافظت على تناسقها لأجله رغم ما مررت به من عمليات قيصرية، وإنما لأنه يراك في مكاني، يرى في وجهي وجسدي كل صورك التي ترسلينها له نهاية كل محادثة، صورك التي أبهرتني انا شخصيا رغم أني أنثى مثلك ونحمل نفس المعالم والتضاريس تقريبا!

  • =“يمكن سرحتي بخيالك، مش معقولة الكلام اللي تقولي فيه، وعلى فكرة مازلت شاكة فيك”

  • -لا يهمني أن تصدقي عزيزتي، يهمني هنا أن أكتب لك كل ما ينوء به قلبي لأني أعرف أنه سيقرأ كل كلمة كُتِبَتْ هنا، وليس بوسعي إلا مواراة جهازه لدي وقفله حتى يحملني إلى بيت أهلي، وسأمده إياه بعد أن يهم بالخروج، وتصرفي هذا لأني أخشاه عزيزتي، نعم أخشى بطشه، فيده عريضة جدا ولا تفرق بين رجل وامرأة إذا ما أعماه الغضب وأخذته العزة بالإثم

  • =…………………………

  • -أعرف أنك تشعرين بأني أتكلم عن إنسان آخر، وأنا كذلك انتابني نفس الشعور عندما قرأت أشعاره لك وكلمات الدعم والفخر التي يرسلها لك و تمدك بالشحنة الإيجابية كما تخبرينه دوما.

  • =ولكن كيف تعلمتي الدخول على الفيسبوك والمسنجر وأنت لا تملكين حسابا عليه؟

  • -لست جاهلة عزيزتي، رغم محاولاته الدائمة لمنعي من القراءة والكتابة “فأنا أكتب الشعر بشغف”، محاولاته بطلباته التافهة كلما رآني أمسك كتابا أو قلما، فيتذكر أنه يرغب في “عصيدة” في العصر كسيدة حامل تتوحم، أو يتهمني بانني أهمله هو الذي لا يلحظ وجودي وابنتيه ولا يسمعنا إذا كان يمسك بهاتفه، إلا أني حافظت على صلتي بالتكنولوجيا وبجديد ما ينزل في المكتبات، وشقيقاتي منهن المعلمة ومنهن المهندسة والطبيبة، فأنا أنحدر من عائلة تحرص على تعليم فتياتها على أعلى مستوى لمواجهة نوائب الدهر، كهذه التي أكاد أقع فيها، وربما بعد ساعتين سأكون في قلبها. ومن بيت أهلي استكشفت “الفيسبوك” حتى دون أن أفتح حساب “إكراما له في غيبه” عن طريق حساب إحدى شقيقاتي.

لقد منعني من تطوير نفسي، فلا دورات في اللغة الانجليزية مثلا، ولا في الحاسوب، بالرغم من أنه يتقن اللغة الايطالية اضافة الى الانجليزية والعربية، ووالدته كذلك بالطبع، فهو كما تعلمين من عائلة ميسورة ولطالما عمل والده في السلك الدبلوماسي قبل تقاعده. جعلني أشعر بأني أقل منه ومن والدته ومن كل فتيات عائلتهم وأقاربهم، فأنا في نظرهم أمية لأني لا أحمل شهادة عليا. ليتني سمعت كلام والدي وشقيقاتي.

  • =مادمت من أسرة كهذه، لماذا خالفتِ شقيقاتك وتزوجتي باكرا وتخليتي عن حلمك كما تزعمين؟

  • -لأنني أحببته، وأحببت دنياه لا أنكر، أحببت شهادته في الهندسة النفطية بجدارة أهلته للعمل في أرقى الشركات الأجنبية هنا، وأتحمل جزء كبير من المسؤولية فقد أغراني بدنيا من الرفاهية والدلال، وأخبرني أنه يحمل مصباح علاء الدين، والعجيب في الأمر أنه نتيجة توقف العمل وانخفاض مرتباتهم في الشركة وفقدانهم لمزاياهم مؤخرا إثر تدهور أحوال البلاد فقد صار يتأفف من طلباتي الاعتيادية، ويقول لي بالحرف الواحد “تحسابيني علاء الدين وعندي المصباح السحري؟”

ورغم اعتراض والدي وشقيقاتي لزواجي المبكر، عندما تعرفت عليه لم أكن قد اتممت عامي الثامن عشر بعد، إلا أني ركزت فقط على موافقة أمي وأغلقت آذني عمن عارضني، أمي تقول “البنت آخرها الحوش” وأخواتي يقلن لها “هذا كان ايامك، رجالة توة مش كيف رجالة زمان”، ويبدو أنهن كسبن الرهان، صحيح أنه لم يقصر معي ماديا، لكن كل هذا لم يعد له اي قيمة الآن.

  • =انتِ لم تحبيه، أنت استعجلتي بالزواج منه طمعا فيه.

  • -ألم يُغريك بماله ومزايا الزواج منه أنت أيضا؟ ألم يصور لكِ أنه عريس “لقطة”؟ أعترف بأني انبهرت بعالمه، السفر كل سنة مرتين أو ثلاث، البيت المؤثث على أحدث طراز، ارقى الملابس والأحذية، لكن ما قيمة كل هذا أمام نكراني لذاتي دون تقدير منه، والإهانات التي لا يخلو منها أي يوم من أيامنا، ما قيمة الرفاهية وأنا مكبلة اليدين، ممنوعة من دخول الانترنت، ممنوعة من ممارسة هوايتي القراءة والكتابة، ممنوعة من زيارة صديقاتي أيام الدراسة، ولأني أحببته صبرت على قيوده لي وظننتها أسلوبه في محبتي وعشقي! يا لغبائي!
    ولكن غبائي سينتهي اليوم، سأهجره ولن يحزن، بل ربما يجدها الفرصة المناسبة للارتباط بك بعد أن أصير ماضٍ لا حاضرًا ينغص عليكما، ونحن مجتمع يغفر للمطلق ولا يغفر للمطلقة. ولكني لا اهتم، فالمهم عندي الان أن أنفذ بجلدي، وليذهب المجتمع المنافق إلى الجحيم.

  • =لا تدمري زواجك بسببي، سأنسحب من حياته نهائيا هذا وعد مني، لا ارضى لإبنتيكما معايشة انفصال الاسرة بسببي.

  • -لا يا عزيزتي، مشكلتي ليست أنتِ، إن هجرتيه وجد غيرك ولن أقدر حينها على معرفة ذلك فسيكون قد اتخذ كل التدابير الوقائية، مشكلتي معه هو، وسأهجره سواء بقيتِ في حياته أو هجرته أنت أيضا، أما ابنتاي فالأفضل لهما أن تعيشان بقية حياتهما بعيدا عن هذا الأب، وستشكرانني لاحقا على قراري هذا بعد ان تكبران وتتعرفان اليه كنساء ناضجات.

  • =أنا آسفة، “نحس إني السبب في اللي بيصير”

  • -لا تأسفي لا ذنب لك بهذا، أنا المسؤولة الوحيدة عن الحالة التي وجدت نفسي فيها الآن وأدعو الله أن يعطيني القوة اللازمة لمواجهة ما سأواجهه من لوم ومحاولات لإقناعي بالعودة ومحاولاتي كي أبدأ حياتي معتمدة كليا على نفسي، كما لم أفعل من قبل.

لا أنكر أني أشعر برهبة وخوف كبيرين، فأنا قليلة الخبرة في الحياة، وكأنه قام بتحنيطي على العمر الذي تزوجته فيه، فخبرتي في الحياة كخبرة فتاة في الثامنة عشر من عمرها.

ولكن دعيني أخبرك أني ممتنة لوجودك في حياته، لأنه فضح لي الكثير عن شخصيته المريضة، رغم تأخر اكتشافي هذا ولكن وكما يقولون “أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي”

  • =أرجوكي قومي بمسح صوري التي أرسلتها من المحادثة ومن هاتفه إن قام بتخزينها، أرجوك!

  • -“كوني هانية”، فحريتي لن أقايضها بصورك.

  • =أرجو أن تتصلي بي إذا أردتِ ذلك، وحينما تشائين، وهذا رقمي 09XXXXXXXX

  • -لماذا سأتصل بك؟ فأنا لا أريد شيئا يذكرني به إذا ما تم الطلاق على خير.

  • =أرجوك اتصلي بي.

  • -لقد عاد

 

الاثنين 6/6/2016

01:04 am

  • -يمونة
    حبي

“ردي عليا أرجوك

ماتصدقيهاش”

  • =“طلقها حبيبي، بعدين يبقى في دوة بيناتنا”

 

الخميس 30/6/2016

11:36 pm

  • -إيمي.. يمونتي.. راهو طلقتها

  • =مازال عندك وجه؟ وتحسابني مانعرفش

  • -“والله ما عارف شن نقولك! ”
    لكني أحبك ومستعد أن أتقدم لخطبتك غدا
    لا تصدقيها
    لقد كذبت عليك في كل ما نعتتني به

  • =لا أصدقك أنت، ليست الخيانة وحدها هي ما جعلها تقرر الانسحاب من حياتك وانقاذ نفسها وابنتيها، الخيانة وحدها لن تجعلها تلقي بنفسها في أتون هذه الحياة بلا شهادة أو خبرة تتكئ عليها، خيانتك لها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير. وأنا لن أقع في نفس الفخ.

  • -أنتِ تحبيني “وتموتي فيا” وإلا لكنتُ في قائمة الحظر لديك الآن
    لا تنكري
    كما وأنك ربما نسيتي أنك طلبتي مني تطليقها كي تتحدثي إلي!

  • =لا سيدي، لم اتعلق بك لهذه الدرجة، فأنا وكما تعلم إنسانة عملية، وطلبي منك أن تطلقها كان خدمة لها كي لا تشهر عليها سيف نذالتك وترفض تطليقها رغم تنازلها عن حقوقها
    لم أحظرك من عندي كي أخبرك بآخر تطوراتها وسأرميك بعدها بالحظر فورا!

  • -“شن قصدك؟”

  • =أنا على اتصال بهاجر، وهي الآن كعصفور بري اكتشف حديثا قدرته على الطيران، تعيش أجمل أيامها مع ابنتيها، تقرأ وتكتب وتخرج دون أن تغطي وجهها الذي تجاهلته وقمت بتشويهه بأنانيتك وغيرتك غير المبررة، وستواصل دراستها في كنف والدها الذي لا يمانع، بل ربما (وهذا استنتاج شخصي) يشعر بالمسؤولية والذنب لأنه ترك لها اختيار مصير كهذا في سن مبكرة.

  • -“مبارك عليها وعليك.. شن المطلوب مني توة”

  • =لا شيء .. وداعا… إلى الحظر يا صغيري

تعليقات