*نُشرت على فاصلة، 2018
"ها هي ذي إذًا، مجرد أطلال!"
هذا ما خطر ببال "أمل" فجرًا وهي تهم بدخول أنقاض مكتبة مدينتها.
ليلة البارحة أمطرت قذائف عشوائية، لم تتبنَّ أية جهة هذه القذيفة مجهولة النسب؛ ربما لأنه من العار استهداف مكتبة، أو ربما لأن جميع الأطراف المتحاربة –ببساطة- لا تبالِ بأمرها!
"إذًا، انطفأت المنارة، وانتصرت القذيفة على الكتاب، تمامًا عكس ما حاول إقناعنا به أصحاب كل تلك الكتب المحترقة والمدفونة، والمبتلة بفعل تحطم أنابيب المياه!" هكذا حدثتْ نفسها وهي تتجول بين الأروقة المحطمة، تهش بيديها بعض الدخان المتصاعد، وصوت خرير المياه الهاربة من الأنابيب المحطمة يطغى على المكان.
لحظة خروجها مبتلة بدموعها، كانت أول أشعة الشمس قد بزغتْ، رأت جموعًا من أهالي الأحياء المجاورة يهمون بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ذلك الصرح، رجالا ونساءً، أطفالا وعجائزًا، من رواد المكتبة وممن لم يطؤوها مرة في حياتهم.
حين شاهدتْ أمل كل تلك الجموع مقبلة، تساءلتْ "أتراها حقًّا انتصرتْ القذيفة؟".
تعليقات
إرسال تعليق