الحقير

 


أنا الحقير!

انطق قُلها!

أما الحريّة!؟ فاخرس!

لا حرّيّة إلا تلك التي أُفصّلها على مقاسي، ولا كرامة لك أيها المسكين إن اعترضت كرامتي، أو كرامة جيبي وحساباتي المصرفيّة.

أنا الحقير... قلها فأنا لا أُبالي، بيدي ملكوت خبزك، وأعلافك، وأنا بوسعي أن أحشو في فيك نعالي...

سيأكلنا الدود جميعًا في النهاية؟ كليشيهات وعظيّة سخيفة، أنا أعرف ذلك، ولكني مستمرّ إلى النهاية، فغايتي هي رحلتي، وغايتك هي قبرك.

مغفور ذنب كلّ الطغاة ماداموا يأكلون فُتاتي، وملعون ذاك الطويغة (أو مشروع الطويغة) الذي جاء بِعجلٍ سمين ليأخذ مكاني... أما انت؟ أنت خارج المسألة، أيّها الساذج المغفّل، مسموح لك فقط بتمجيدي وتمجيد طغياني والركوع عند قدميّ أنا وأشباهي، ممنوع انت من الصرف إلا بصكوكي المصرفيّة أو خلف سواتري الرمليّة، ممنوع انت من التنفس والكلام والوقوف، إلا تحت راياتي، أو تحت مؤخرتي.

قلها ولا تخف! فنحن دولة ديمقراطيّة.. اصرخ واشكُ وابكِ... لن أمنعك، لن أجلدك فنحيبك يطربني... أرأيتَ كيف أنّي خيرٌ ممن سبقوني؟

ولكن إيّاك أن تقرّر، أو تُفكّر في القرار، إياك أن تنفّذ غايةً غير غاياتي، وإلا أخرجتك من الهاوية إلى سقر، لا تبقي ولا تذر، وعهدٌ مني ألّا أُبقي منك لا ذرّة ولا أثر.

أنا الحقير طبعًا! هذا قدري، وقدرك أن تلعق حوافري.. وسأظلّ حقيرًا ما حييت، قلها! أرأيت كم أنّي ديمقراطي نزيه؟


تعليقات

  1. معبرة جدا لحد الالم والحزن على ما اصابنا كلنا امل بالله سبحانه وتعالى ان يخلصنا من كل حقير يتربص بنا

    ردحذف

إرسال تعليق