حين كنت في منتصفها انتابتني بعض الغيرة، ووددتُ لو وُلد هذا العمل بقلمي، والأسباب لا تحير:
* يقدم الكتاب سيرة حياة متخيلة لشخصية رجل ليبي، منذ لحظة ولادته، صراعاته ونزاعاته، لحظات فرحه وترحه، في إطار روائي تاريخي لا يهمل أحداثا فاصلة مرت بها مدينة طرابلس، فيعرضها ضمن سياق شخصي دقيق، فلا تعود سيرة حياة متخيلة بل جزء من سيرة المدينة.
* يقدم الراوي شخصية تبتعد في مواقفها عن المثالية والابتذال، فنحن نراقب شخصية ابن عمر، نتفق معه أحيانا ونختلف أحيانا أخرى ولكننا نظل في حالة ترقب للخطوة التالية التي سيخطوها ولقراره القادم.
* هذا عمل فخم بمحتواه، غني بأوصافه وأجوائه وتفاصيله، سيّما وزمن أحداثه من أغنى وأثرى ما وصلنا عبر المخطوطات واليوميات، زمن من حكم الأسرة القرامنلية.
* الكاتب يحترم قرائه، وهذا يبدو جليًّا بين سطور الرواية، سواء من حيث تأثيث المشاهد أو الشخصيات، أو قوة الحبكة وتماسكها، وأنا أحب القراءة لهذا النوع من الكُتّاب والروائيين
استمتعت جدا بقراءتها، وتألمت أيضا...
ربما لي مآخذ بسيطة ولكنها لم تحمل وزنا عندي فهذه الرواية الأولى لمحمد حمودة، أولها بعض مقاطع الحوارات التي ارتأيت ألا ضرورة فنية لها، ثانيها كثرة أسماء الشخصيات مما أربكني بعض الشيء خاصة في منتصفها.
النهاية منصفة وجميلة. أنا في انتظار جديد حمودة.
تعليقات
إرسال تعليق