على بلد المحبوب


 


على بلد المحبوب

كتاب وثائقي، لأحمد خير الدين
التقييم ⭐⭐⭐⭐⭐

أصابتني خيبة أمل في البداية نتيجة سوء فهم، فقد اعتقدتُ أن الكتاب رواية مستوحاة من أحداث حقيقية، واتّضح أنه كتاب وثائقي، كما الأفلام الوثائقية، ينقل لنا حكاية زمزم الباخرة المصرية التي أغرقتها الحرب، فكان نصيب ركابها متباينًا، حسب انتمائهم بالطبع، منهم من طالبت به دولته المحايدة في ذلك الحين، وأما من ارتبطت جنسيته بدولة من الحلفاء فقد اعتُبر أسير حرب، والغريب أن طقم البحارة المصريين اعتبروا أيضًا أسرى حرب رغم ان مصر في تلك الآونة لم تعلن انضمامها للحلفاء، واعتُبرتْ ظاهريًّا دولة محايدة رغم الشعور العام والدلائل السياسية التي كانت تدل على غير ذلك، وقد فطن لها الألمان، وراح ضحية هذه الازدواجية البحارة والضباط المصريين على زمزم، عام 1941م.
رغم أن الكتاب ينقل لنا صورة اعتدناها نحن سكان الدول المنكوبة بتاريخ الاستعمار ثم تاريخ فساد أبنائها؛ صورة الإهمال الإنساني، واللاقيمة التي تلتصق بالمرء فقط نتيجة صدفة انتمائه لبلد ما، وهي صورة مؤلمة بلا شكّ، ولكنها تبقى وثيقة تاريخية هامّة، لا ينبغي أن تضيع من ذاكرة الشعوب، الذاكرة الضعيفة أصلًا!
ورغم أني لستُ مصريّة، فقد فهمتُ كلّ ما عُني الكاتب بجمعه وتحليله وسرده لنا عبر الكتاب، شكرا له، ولدار الشروق.
ومازال عندي بعض الأمل أن يكون ثمة عمل روائي أو دراميّ على الأقل يحكي قصة زمزم، وقصص بحارتها الذين ما رأوا من بلادهم تلك الآونة خيرًا ورغم هذا ما فتئوا يبكون كلما سمعوا "على بلد المحبوب ودّيني"

أنصح بقراءته

تعليقات